المغني احمد زيدان ۞ Ahmed Zaydan


خيري العمري

من طليعة المغنين المشهورين الذين سطع نجمهم وتألق كوكبهم في سماء الفن منذ نصف قرن او يزيد, رجل يصفه بعض المعاصرين له انه قصير القامة, نحيف البنية, سريع الكلام, يرتدي الصاية والدميري لباسا ويضع اليمني الاحمر في رجليه حذاءا, ويحمل تحت ابطه اغلب الاوقات عباءة. ويتخذ سكناه في دار بسيطة تقع في محلة خان لاوند لا تزال قائمة حتى اليوم

ذلك الرجل هو احمد زيدان الذي ذاع صيته في عالم الغناء وطبقت شهرته الآفاق فأطربت مقاماته جيلا كاملا ما زال بقاياه من الشيوخ الطاعنين في السن يتحدثون الى ابنائهم واحفادهم بحسرة مريرة وألم دفين عن سحرها وعذوبتها

ومن المؤلم حقا الا يجد الباحث الذي يريد ان يدون سيرة لهذا الفنان الكبير من المراجع والمصادر ما يعينه على الكتابة ويشجعه على التدوين, اللهم الا سطورا مقتضبة سريعة كتبت على عجل فجاءت من الضحالة بحيث لا تروي غلة الباحث المتأني والا تشبع تعطش المحقق في الوقوف على حقيقة هذه الشخصية الفنية, فهي لا تزيد عن انه ولد في عام كذا ومات في عام كذا وتتلمذ على فلان وفلان, اما ما هي ملامح فنه؟ وما هو طابعه في الغناء؟ وما هي شخصيته وبماذا تتميز؟ فلم يتعرض اليها من قريب او بعيد

لذلك كان سبيلنا في هذا الفصل الرجوع الى الشيوخ المتقدمين الذين ادركوا احمد زيدان وسمعوه وعاشروه وتتلمذوا عليه نتسقط من افواههم أخباره ونروي عنهم أنباءه او ممن تتبعوا بحكم هوايتهم التي استحكمت بهم سيرته وفنه واخص بالذكر منهم السيد فاضل مهدي. ولست اكتم القارئ بأني شعرت وانا أدون هذا الفصل بأمرين لم ار بأسا من التصريح بهما. شعرت اولا بأني مدين بالشكر الى بعض الاخوان الذين زودوني بما أعانني في اعداد هذا الفصل. وشعرت ثانيا بمدى تقصير مؤسساتنا الفنية في العناية بهذا الفن الذي يؤلف قسما كبيرا من تراثنا وشخصيتنا العراقية. وحسب القارئ ان يعرف ان معهد الفنون الجميلة لم يقرر ادخال المقام العراقي كمادة تدرس لحد الآن بالرغم من انه تراث فني يعبر عن الشخصية العراقية خير تعبير وان المعهد المذكور لم يكلف نفسه عناء الحصول على مقامات احمد زيدان وهي مسجلة في اسطوانات شمعية قديمة يحتفظ بها البعض وانه ليس من خدمة الفن في شيء ان تقف مؤسساتنا الفنية موقفا سلبيا تمسك فيه عن اقناع من يخزن تلك الاسطوانات وتحمله على اهدائها الى جهة مختصة او على اقل تقدير تسجيلها بحيث تكون في متناول يد الجمهور ويستطيع المعجبون والمتتبعون منهم ان يستمعوا اليها متى ارادوا والمؤرخون والمختصون ان يتناولوا صوت احمد زيدان بالدراسة والتمحيص فيكشفوا بما وهبوا من ملكة نقد عن خصائصه ومميزاته

يرجع البعض نسب احمد زيدان الى عشيرة البيات(١) المستوطنة جوار جبل حمرين والتي هاجر كثير من افرادها الى بغداد لاسباب شتى حيث عاشوا وتناسلوا فكان ان ولد منهم فيها - على اغلب الظن - زيدان الجد وحمادي الاب الذي مارس الحياكة مهنة له وانجب ولده احمد. ولم يكد احمد يشب عن الطوق ويشتد ساعده ويستقيم عوده حتى برز ميله الى تذوق المقام وظهر هواه الى قراءة الوان مختلفة منه وبدافع من ذلك الميل الذي كان يعتلج في صدره أخذ يختلف الى مجالس الغناء ويتردد الى اماكن الطرب فلا يترامى الى سمعه بأن شلتاغ وابو حميد سيقرأ في مكان ما حتى يهرع اليه مسرعا ويحتال بشتى الحيل ليدخل الى ذلك المكان ويستمع الى ما ينشد او يقرأ فيه من مقام وسرعان ما احتل شلتاغ وابو حميد من نفس ذلك الشاب مقاما كبيرا فتأثر بهما وشرع يأخذ اصول المقام عليهما وزادت صلته بالاول فلازمه ملازمة الظل وتنبه شلتاغ الى مواهبه فوجهه وعلمه كيف يضبط المقامات, ويبدأ بها, وينتهي منها, وما هي الا فترة حتى أخذ احمد زيدان يشق طريقه ببطء في عالم الغناء فلفت الانظار اليه بحسن اداءه وضبط انغامه بعد ان بلغ الخمسين من العمر

ومرت الايام فمات شلتاغ وذهب ابو حميد الى رحمة ربه فخلا الميدان لاحمد زيدان فراح يجول ويصول وجذب صوته الجماهير اليه من كل حدب وصوب فكانت مقهى الشط في المصبغة حيث تقام حفلاته تغص كل مساء بالالوف من الناس يتزاحمون للاستماع اليه فلا يكاد يطلع عليهم احمد زيدان ويأخذ مكانه على المسرح - وهو عبارة عن عدة تخوت تجمع بعضها الى بعض - بين الجوق ويشرع بالغناء بعد ان تسبقه التقاسيم وينفث صوته في قلوب الحاضرين حتى ترتفع الاكف بالتصفيق وتتعالى هتافات الاعجاب

كان صوت احمد زيدان عذبا يبدأ اول الامر واطئا حتى اذا تقدم في الغناء أخذ يرتفع شيئا فشيئا وصار داودي النغمة فاذا مضى في الغناء اكثر وكاد يبلغ نهاية النغمة اشتد اداؤه ووثب الى نهايتها بسرعة

واكثر ما تتجلى براعة ابن زيدان حين يحلق في الجوابات وهي مراتب الصوت العليا في الغناء عند ذلك يلعب بالالباب, وينزع الاعجاب, ومن هنا لا ينازع احد قول الاستاذ القبانجي عن احمد زيدان من انه (متخصص بقراءة الجبوري والناري والمحمودي وجميع المقامات العالية الطبقة لأن صوته عال وليس له نم) (٢)

وسواء صح قول الاستاذ القبانجي من ان صوت احمد زيدان لا يساعده على اجادة المقامات التي تحتاج الى صوت عريض صدري ام لم يصح فان ميزته في الانتقال من مقام الى مقام بمهارة فائقة لم تكن موضع شك فقد كان المرء يستمع اليه وهو يقرأ مقاما من المقامات فيتوهم ام مراده قد انحصر فيه حتى اذا استقر ذلك في ذهنه انتقل انتقالا فنيا الى مقام آخر ثم عاد بمهارة الى ما كان عليه وهو اسلوب لم يستطيع احد من القراء مجاراته فيه

ولم تقف عبقرية هذا الفنان عند ضبط المقامات واجادة تلاوتها وانما تجاوز ذلك الى توسيع بعض النغمات الدقيقة التى اعتبرها الاقدمون فروعا بسيطة للمقام العراقي فجعلها مقامات خاصة وذلك بأن اضاف اليها تحريرات ووضع فيها قرارات ثم نظم لها تسليمات مناسبة فجاءت من التحف النادرة ومن ذلك نغمة القرية باش ونغمة العمر كله فقد جعلها مقامين كاملين ومن تصرفاته انه ادخل نغمة المستعار في مقام الاوج وادخل نغمة العريبون عجم في مقام الخنابات ونغمة الآيدين في مقام الطاهر (٣), مما جعله بحق صاحب مدرسة فنية لها شخصيتها القائمة بذاتها ولها تلاميذها الذين التفوا حول زعيمهم احمد زيدان فتتلمذوا عليه ومضوا على طريقته فأحرزوا نجاحا كبيرا فرشيد القندرجي والحاج جميل وعباس الشيخلي المعروف بعباس كمبير من تلاميذه, كانوا يجتمعون به في مقهى تقع قرب الحي الذي يسكنه تعرف باسم مقهى مجيد كركر حيث يلقنهم أصول المقام وأسلوب تلاوته وكان رشيد القندرجي اقربهم اليه واحبهم الى نفسه والصقهم به فكثيرا ما كان ينتظره الى ساعة متأخرة من الليل حيث يفرغ من القراءة فيحمل له الفانوس ليلتمس استاذه في وسط الظلام الدامس دربه الى الدار, وكثيرا ما كان يزوره وهو مريض في الفراش فيطلب اليه استاذه ان يقرأ له المنصوري فلا يكاد يفرع رشيد من قراءته حتى يربت استاذه على كتفه ويقول له (انت خليفتي من بعدي) (٤)

وقد تعرضت صداقة احمد زيدان مع رشيد القندرجي في بعض الفترات الى فتور, لسبب مرده ان احمد زيدان عندما سافر الى المحمرة لأحياء حفلات اعراس اولاد الشيخ خزعل حاول رشيد القندرجي ان يسد الفراغ الذي خلفه استاذه بعد سفره حيث تقلصت الحفلات وأخذ اهالي بغداد يؤجلون اعراسهم بغية عودة احمد زيدان فقام رشيد القندرجي بتشجيع من بعض افراد جوق احمد زيدان بحفلات بسيطة جرب فيها حظه في الغناء فلما نجح كرر تلك الحفلات

وقد بلغ ذلك احمد زيدان فغضب ووجد في عمل القندرجي تحديا له وتطاولا على مقامه الفني لا سيما وهو تلميذه, وعندما عاد احمد زيدان الى بغداد واستقبله القندرجي في شريعة السيد سلطان علي حيث رست الباخرة برهاني, قابله احمد زيدان بجفاء وقال له - كيف قمت بعدي باحياء الحفلات؟ وكيف أبحت لنفسك القيام بهذا العمل؟

وكان ذلك العمل يعد في عرف أهل الصنعة تجاوزا من التلميذ على الاستاذ لا تستسيغه التقاليد السائدة في تلك الاوساط التى تقضي بأحترام التلميذ لاستاذه والعمل وفق توجيهاته والوفاء له

وقامت بسبب ذلك جفوة بين الرجلين فأنقطعت الصلة بينهما وانعدمت الزيارات, ولكن أتفق في تلك الايام ان اقيم فرح كبير في دار عائلة يهودية بمناسبة عرس من اعراسها وكان احمد زيدان نجم الحفلة اللامع فيها يصول ويجول في قراءة المقامات والحاضرون متحمسون له وعبارات الاعجاب لا تنقطع عنه واتفق ايضا ان حضر ذلك الحفل رشيد القندرجي وجلس في زاوية يراقب استاذه

وفي أثناء الحفلة نهض احد افراد تلك العائلة وتقدم من احمد زيدان يحمل بأحدى يديه الكأس وباليد الاخرى المزة, وبعد ان قبل احمد زيدان وقدم اليه الكأس والمزة توسل اليه ان يسمح لتلميذه رشيد القندرجي ان يطلع على التخت ويغني بعض المقامات

فلم ير احمد زيدان امام هذه المفاجأة بدا من الموافقة. وقد حاول رشيد القندرجي ان ينتهز هذه الفرصة ليتحدى زعامة احمد زيدان في فن المقام وليثبت للحاضرين انه لا يقل عن أستاذه براعة. وقد زاد من قوة عزمه على تحدي استاذه عندما وجده - اي وجد احمد زيدان - يطلب من التخت ان يعزفوا له مقام بيات الذي كان في ذلك الوقت لا يجيد قراءته كما يجيد المقامات الاخرى. ولكن ذلك لم يجعل القندرجي مترددا فشرع في قراءة المقام البيات ولقى استحسان الجمهور وتشجيع بعض افراد التخت الذين كانوا يضيقون ذرعا بتحكم احمد زيدان وشدة بخله عليهم نكاية به لا سيما ضارب السنطور الذي كان خلال الغناء يقول باللهجة اليهودية الى احمد زيدان (ابو داود وحق نبي موسى كنو انت, صدق لو قالوا صانع الاستاذ استاذ ونص)

ولم يستطيع احمد زيدان صبرا أمام هذا المقلب الذي دبر له فباغت رشيد القندرجي بعد ان انهى التسليم وأراد الشروع في البستة بتحرير مقام بيات وراح ينتقل من نغم الى نغم ثم يرتقي الى الميانة ويعود الى ما بدأ به ليثبت للجمهور ان قراءة الاستاذ أجود من قراءة التلميذ مهما برع. وقد اجاد احمد زيدان اجادة بالغة

وكأنما شعر القندرجي ان الفرصة التى أراد استغلالها قد فوتها عليه استاذه فعاد الكرة واسرع قبل ان يشرع ابن زيدان في البستة في تحرير مقام الابراهيمي

ولما فرغ من تلاوة المقام وجاء دور احمد زيدان, أخذ يغني مقام البهرزاوي وعلامات الالم بادية على محياه ويتوجه خلال الغناء بالعتاب الرقيق الى تلميذه رشيد القندرجي فيخاطبه بموال يقول فيه باللهجة العامية:

ملتفض ليك ترخصني وتغليني
ان شفتلك باب تهجرني وتغليني
شين الطبيعة جهد ما بيك تغليني
معلوم الوداد عودتك علينا عود
اني ترى الماي بالوادي وانت العود
ان انصفت انت فرعي وانا ابوك العود
بأي السبب منبتك منى وتغليني

وفي هذا الزهيري يخاطب احمد زيدان تلميذه رشيد القندرجي قائلا بما معناه انني كنت الماء الذي ترتوي منه حتى استقام عودك وصار وارفا فكيف تسوغ لك نفسك ان تستعمل ذلك العود وقودا اغلى فيه وهو من صنعي. ان ذلك منتهى ما يصل اليه العقوق وآخر ما يبلغ اليه الجحود. وقد انفعل رشيد القندرجي وهو يسمع استاذه يردد هذه المعاني بحسرة ولوعة واخذه هذا الموقف فلم يتمالك نفسه من ان ينكب على يد احمد زيدان مقبلا ومعتذرا

وكانت تلك الليلة من ليالي بغداد المشهورة شهد فيها الجمهور منافسة طريفة تبارى فيها قطبان من اقطاب المقامات وراح كل منهما يعرض براعته ومهارته ويودع في غناءه كل ما وهبه الله من طاقة واتقان في جو منفعل يحاول فيه التلميذ ان ينتزع من استاذه كرسي المجد ويحاول الاستاذ فيه ان يتشبت بذلك الكرسي

وقد انقسم الجمهور بعد هذه المناسبة شيعا واحزابا هذا يبايع احمد زيدان وذلك ينتصر الى رشيد القندرجي وبقيت تلك المنافسة قصة لذيذة من قصص بغداد يرويها الرواة في المجالس, ويتناقلها الناس في المحافل ويسترجعون الى ذاكرتهم تلك المنافسة الفنية وما رافقتها من ملابسات وما احاطها من اجواء طريفة

ولكن الرجلين عادا بعد تلك الليلة الى ما كانا عليه من ود وحب حتى لقد اوصى احمد زيدان تلميذه عندما ادركته الوفاة ان يقرأ عليه بعد ان ينزلوه في قبره ويعود المشيعون مقام الصبا وقد بر رشيد القندرجي بذلك وبلل قبر استاذه بدموعه وانغامه (٥)

وكما تعرض احمد زيدان في اواخر حياته الى منافسة من تلميذه رشيد القندرجي تعرض قبلها وهو في بدء شهرته الى منافسة لم تخل من المناكفات ولم تسلم من المضايقات من رجل لا يقل عنه مقدرة ومكانة في عالم المقامات اسمه رباز

وقد تنازع في وقت من الاوقات هذان الرجلان أمارة الغناء في بغداد وكان كلاهما يمثل مزاجا مختلفا في الطباع فبينما كان احمد زيدان شحيحا يعض على القرش بالنواجذ ويتوسل بمختلف الوسائل لاخفاء ما يرمي اليه الوجوه حين يستخف بهم الطرب من دراهم بلباقة فيحول دون مشاركة افراد الجوق فيها ويستعين بأحد اقربائه يستصحبه معه الى الحفلات لهذا الغرض ويجعل له مكانا قريبا منه, كان رباز يستهين بالمال (٦) وينفقه بسعة ويبذله بسفه حتى قيل انه حصل ذات مرة مائة مجيدي اجرة حفلة أحياها في مكان ما فلما أنصرف مع الجوق وركب قفة وانه لفي منتصف نهر دجلة اذا به يخرج المائة مجيدي ويرميها في النهر! وبينما كان احمد زيدان رجلا مسالما لا يميل الى الخصام, يجامل الناس ويراعي الاصول كان رباز عنيفا لا تقف خصوماته عند حد, يغشي السهرات والولائم دون ان يدعى اليها ويقتحم مجالس الطرب عنوة بشاربين طويلين يفتلهما تهديدا لمن يعترض سبيله واذا غنى وضع اصبعيه في اذنيه والويل لمن يسخر من غنائه. لذلك كان يضيق احمد زيدان ذرعا به ويخشى بأسه ويتقي شره ومن هنا كان لكل منهما جمهور يختلف عن الآخر. فجمهور احمد زيدان اكثر حظا من الاتزان واوفر نصيبا من الوقار بين افراده السراة والشيوخ, ولا يخلو جمهوره من صغار الموظفين والطبقة الوسطى اذا أراد احدهم ان يعبر عن اعجابه فلا يتجاوز تعبيره عن تصفيق معتدل او هتاف معقول واما جمهور رباز فحظه من الصخب ميسور ونصيبه من الضجة موفور اغلب افراده من الطبقات الشعبية بينهم عمال بناء وعمال الاحذية والشقاة الذين يطلق عليهم في ذلك الوقت ابو جاسم لر اذا طربوا عبروا عن طربهم تارة بالصراخ وطورا برمي ما يرتدونه من جراوية او ما يقع امامهم من اقداح واحيانا اذا اشتد بهم الطرب بالخناجر والسكاكين

ذاق احمد زيدان مرارة الشهرة وحلاوتها فتعرض الى بعض المواقف التي لا تخلو من مضايقات. وقيل انه اتفق مرة ان دعي الى اقامة حفلة في دار تقع في احدى احياء بغداد ولما توجه الى تلك الدار في الوقت المعين ضل السبيل اليها بين الازقة فراح يسائل المارة وانه لفي تساؤله اذ عرفه بعض عمال البناء فأحاطوا به والحوا عليه ان يقرأ عليهم المخالف وعبثا حاول ان يعتذر لهم فهددوه فلم ير بدا من ان ينزل عند رغباتهم ويقرأ عليهم المقام الذي ادخل في نهايته تعبيرا مشهورا يعبر فيه عن حالته ويصفها فيقول (آني منين وانت منين وهالبلوة هاي منين, تايه دلوني الطريق منين, والشامتين البخدك دوم تعجبني يا عيوني)

لقد مهدت الشهرة التى نالها ابن زيدان سبيل التعرف بالمغنية المشهورة طيرة التى غزت قلوب البغداديين بجمالها وغنائها العذب فتعارفا بحكم اشتغالهما في وسط واحد. واستطاع ابن زيدان وهو الذي وصفه الاستاذ محمد القبانجي بأنه (الوحيد من القراء الذي يميل الى النساء) ان يكسب بعذوبة صوته تقديرها ويثير بحلاوة انشاده اعجابها وقد روى لى الاستاذ حيدر الجوادي نقلا عن على الدرويش انها عندما استمعت لاول مرة الى احمد زيدان لم تتمالك من فرط اعجابها وشدة تأثرها ان تذرف الدمع وتسعى الى التعرف اليه

ولعل هذه الصلة تثير الى الاذهان صلة المغني المصري عبدة الحمولي الذي ذاع صيته زمن الخديوي اسماعيل وعاصره احمد زيدان مع المغنية المشهورة المز, فقد تناقلت الروايات ما وقع بينهما من حب كان مصدرا لحياكة بعض الاساطير والقصص

على ان صلة احمد زيدان مع طيرة لم يكتب لها عمر طويل فقد عاجله الموت وطيرة في ذروة مجدها وأوج شهرتها, وحرمه من الاستمتاع بنشوة هذا الحب, فبقي هذا الجانب من حياتهما يكتنفه الغموض ويسوده لا يملك المؤرخ ان يقف موقفا جازما امام ما يتناقله البعض من ان احمد زيدان كان يناغي طيرة في مقاماته ويبثها لوعته وهيامه وان طيرة بكته بعد وفاته في اغانيها بكاءا مرا. ومن يدري فلعل هذه الصلة لو كتب لها عمر اطول وقدر لها زمن أبعد لتمخضت عن قصة غرام لا تقل طرافة وروعة عن قصة عبدة الحمولي مع المز

في عام ١٩١٢ رجع احمد زيدان من البصرة حيث دعاه الشيخ خزعل لاقامة حفلة بمناسبة من المناسبات وقد انهكه المرض فتوفي في بغداد في ١٢/٥/١٩١٢ (٧) بعد ان خلف وراءه ثلاثة اولاد بينهم داود الذي كان يؤثره بكثير من الحب فيناجيه في مقاماته قائلا (داود يا بني)

١- الطرب عند العرب - عبد الكريم العلاف
٢- الغناء العراقي واشهر المغنين - حريدة النهضة عدد 463 تاريخ آب 1926
٣- المغنون البغداديون والمقام العراقي - جلال الحنفي
٤- يشير الشيخ جلال الحنفي ان القندرجي كان يحضر مجالس احمد زيدان وهو صغير ويجلس تحت التخوت التي كانت عالية يومذاك فينصرف بذهنه وروحه الى النغم وما يعرض له من تصرفات - المغنون البغداديون
٥- من احاديث منقولة عن معروف الرصافي مدونة بدفاتر مودعة عند الاستاذ حافظ خالد عضو محكمة التمييز
٦- الغناء العراقي واشهر المغنين - مقالات محمد القبانجي - جريدة النهضة عدد 463
٧- المغنون البغداديون - الشيخ جلال الحنفي

Comments

Follow Us! تابعونا

Iraqi Maqam on YouTube

.....................................................

Introduction:

Art Music: Al-Maqam al-Iraqi

Music of Iraq and the Arabs

The Baghdad Tradition

Classical Music of Iraq

The Iraqi Maqam

A Note on the Iraqi Maqam

The Maqam of Iraq

Poetry of the Iraqi Maqam

Repertoire of the Iraqi Maqam

Al-Chalghi al-Baghdadi

Cairo Arab Music Congress 1932

Microtones: The Piano and Muhammad Al-Qubanshi

Jewish Role in Iraqi Music

Melodies of Mulla Uthman al-Mawsili

.....................................................

مقالات مهمة

المقامات العراقية - عبد الوهاب بلال

المقام العراقي عرض وتلخيص - جلال الحنفي

الموسيقى الكلاسيكية العراقية - برنارد موسلي

المقامات العراقية - عبد الكريم العلاف

الغناء البغدادي واحوال المغنين - جلال الحنفي

المقام العراقي موروث فني عريق مهدد- شهرزاد قاسم

المقام العراقي خصوصية مهددة بالاندثار - الجزيرة

المفهوم الحقيقي للمقام العراقي- حسقيل قوجمان

الچالغي البغدادي - جلال الحنفي

مجالس الانس والطرب في بغداد - العلاف

الجالغي البغدادي دراسة نظرية - الجزراوي

النغمة والحس النغمي في بغداد - جلال الحنفي

الاغاني الشعبية ومناسباتها - عبد الكريم العلاف

البستة العراقية وارتباطاتها الاجتماعية - الحنفي

الموسيقى والمقامات في الموصل- محمد الجليلي

ذكريات عن المقام العراقي - حسقيل قوجمان

علاقة اليهود بالموسيقى العراقية - قوجمان

الموال البغدادي الزهيري - عبد الكريم العلاف

الموال والغناء البغدادي في حياة الاشقياء

الشيخ جلال الحنفي والمقام العراقي - يحيى ادريس

موشحات دينية للملا عثمان الموصلي - زياد الشالجي

....................................................

قراء المقام العراقي

حامد السعدي *

حسين الاعظمي *

سعد الاعظمي *

خالد السامرائي *

عبد الجبار العباسي *

علي أرزوقي *

صبحي بربوتي *

حميد العزاوي *

عبد الله المشهداني *

فوزي سعيد الموصلي *

طه غريب *

ابراهيم العزاوي *

محمود السماك *

نمير ناظم *

قيس الاعظمي *

محمود حسن *

صباح هاشم *

رعد الاعظمي *

محمد الرفاعي *

ابراهيم العبدلي *

يونس كني الموصلي *

اكرم حبيب *

محمد رؤوف *

حسين سعد *

كريم الخالدي *

محمد غانم التميمي *

عزيز الخياط *

احمد نجيب *

ناظم شكر *

امير الصفار *

فريدة محمد علي *

جبار ستار *

عامر الموصلي *

مصعب الصالحي *

محمود فاضل القيسي *

عبد الحميد البناي *

حارث العبيدي *

عبد الجبار قلعه لي *

صلاح السراج *

مجيد حميد *

مربين صليوة *

غسان الطائي *

مجدي حسين *

رأفت نجم *

محمود زازا *

طيف القطر *

وسام العزاوي *

عبد المعز شاكر *

مقداد العبادي *

سعد الطائي *

ملا جمال النعيمي *

عز الدين الرفاعي *

محمد زكي *

سامر الاسمر *

انور ابو دراغ *

محمد الشامي *

احمد نعمة *

اسماعيل فاضل *

نجاح عبد الغفور *

محمود الطائي *

بهاء الدين الزبيدي *

احمد جاسم *

مزهر العبيدي *

مصطفى سمير *

فاضل العگيلي *

مصطفى الزبيدي *

سعد البياتي *

علي هوبي *

سرمد ناظم *

مصعب عبد الكريم *

علي ضياء *

محمد وائل الراوي *

رامز الراوي *

مظفر الامير *

ملا منذر الاعظمي *

فاروق الاعظمي *

وليد الفلوجي *

عامر توفيق *

طارق القيسي *

مقداد محمد *

شريف جاسم *

صالح الحريبي *

عبد الرحيم الاعظمي *

عوني قدوري *

مائدة نزهت *

صلاح عبد الغفور *

سامي عليوي *

قاسم الجنابي *

عبد القادر النجار *

نجم عبود الرجب *

عبد المجيد الخشالي *

عبد الملك الطائي *

حمزة السعداوي *

رشيد الجبوري *

عاصم البغدادي *

عبد الرحمن البدري *

الحاج سامي الفضلي *

محمد خليل الاعظمي *

عبد المجيد العاني *

عبد الرحمن العزاوي *

ناظم الغزالي *

يوسف عمر *

عبد الرحمن خضر *

علي مردان *

عبد الواحد كوزه چي *

ملا عبد الجبار الاعظمي *

الهام ملا عبود *

زهور حسين *

سيد اسماعيل الفحام *

شهاب الاعظمي *

ملا عبد الستار الطيار *

الحاج مرعي السامرائي *

شعوبي ابراهيم الاعظمي *

فلفل كرجي *

يعقوب مراد العماري *

داود الكويتي *

الحاج هاشم الرجب *

علي حسن داود العامري *

ابراهيم الخشالي *

يونس يوسف الاعظمي *

عبد الهادي البياتي *

احمد موسى *

ملا بدر الاعظمي *

الحافظ عبدالله الراوي *

رشيد الفضلي *

جميل الاعظمي *

محمد العاشق *

حسن خيوكة *

سليم شبث *

توفيق الچلبي *

مجيد رشيد *

حسقيل قصاب *

سعيد دخان *

عبد الخالق صالح *

جهاد الديو *

عباس القصام *

صالح الكويتي *

سليمة مراد *

عبد القادر حسون *

يوسف حوريش *

اسماعيل عبادة القيسي *

محمد القبانچي *

مهدي العيسى *

سلطانة يوسف *

بدرية ام انور *

نجم الدين الشيخلي *

ملا طه الشيخلي *

منيرة الهوزوز *

الحاج عباس الشيخلي *

طاهر الشيخلي *

حسقيل معلم *

صديقة الملاية *

الست روتي *

الحافظ ملا مهدي *

الحاج يوسف الكربلائي *

عبد الفتاح معروف *

جليلة ام سامي *

زينل صابونچي *

ملا عبد الله لوبياچي *

تتو المندلاوية *

ناحوم يونا *

مكي صالح العبيدي *

ناصر حسين الفضلي *

عباس بطاوي *

الحاج وهيب ابو البرنوطي *

محمد علي خيوكة *

محمود نديم البناء *

عبد الرزاق القبانچي *

ملا محمد طوبال *

سيد احمد الموصلي *

سيد امين الموصلي *

سيد سلمان الموصلي *

ابراهيم العزاوي *

حسين علي الصفو *

ملا طه عبد القادر كركوكلي *

ملا صابر عبد القادر كركوكلي *

علوان العيشة *

حميد التيلچي *

جاسم ابو النيص *

داود احمد زيدان *

شاؤول صالح گباي *

محمود قدوري النجار *

سلمان موشي *

قدوري العيشة *

انطون دايي بطرس *

الحاج جميل البغدادي *

رشيد القندرچي *

شكر السيد محمود *

عبد الجبار گبوعي الاعظمي *

زينل الكردي الحمال *

الحاج مهدي الصباغ *

ساسون زعرور *

محمود القندرچي *

قدو جاسم الأندلي *

ملا عثمان الموصلي *

الاسطة محمود الخياط *

احمد حبيب الاعظمي *

السيد ولي العاني *

الحاج عبود الكاظمي *

قدوري القندرچي *

رزا حسين اغا *

سعودي مرزوگ *

الشيخ حميد المحتصر *

رحمين نفطار ناحوم *

حسن الشكرچي *

روبين رجوان *

احمد زيدان *

مير القندرچي *

ابراهيم العمر *

خليل ابراهيم رباز *

سيد مهدي الرشدي *

عبد الوهاب شيخ الليل *

احمد علي الصفو *

سيد علي العاني *

احمد ويس الاعظمي *

اسرائيل ساسون روبين *

الحاج نعمان رضوان كركوكلي *

عبد الوهاب الافحج *

قوچ علي *

الحافظ بكر الاعظمي *

ملا سعيد الحلي *

حسقيل الياهو بيبي *

الحاج حمد جعفر النيار *

صالح ابو داميري *

سعيد الاعظمي *

احمد ابو الخواچي *

حسن البصير الشيخلي *

عبد اللطيف شيخ الليل *

حمد جاسم ابو حميد *

رحمة الله خليل شلتاغ *

حسقيل شاهين *

بكر التتنچي *

امين اغا ابن الحمامچية *

الحاج عبد الله كركوكلي *

علي الصفو *

حمه بيرة *

مال الله كركوكلي *

ماشالله المندلاوي *

ملا حسن البابوجچي *

ابراهيم نجيب *

يوسف نوري كركوكلي *

ملا عبد الرحمن ولي *

سيد سنطوري سليمان *

ملا سعدي الموصلي *

سيد علي الحكيم *

عثمان الخطيب الموصلي *

عبد الرحمن الموصلي *

موجيللا *

احمد ابن الخلفة *

ملا فرج الشيخلي *


Creative Commons License

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-Noncommercial 3.0 Unported License.

اعداد وتحرير زياد الشالچي

بعض الحقوق محفوظة لاصحابها

Popular Posts ~ مقالات سابقة