اصله ونشأته: هو الحاج عثمان بن الحاج عبد الله بن الحاج فتحي بن عليوي المنسوب الى بيت الطحان, ولد في بلدة الموصل سنة 1271 هجرية و1854 ميلادية وشاء القدر ان يعيش يتيما فتوفى والده قبل ان يبلغ السبع سنين, وقسى عليه الدهر ففقد بصره على صغره ولما ترعرع تولته العناية الالهية فرآه المرحوم السيد محمود العمري وتفرس به النجابة والذكاء وانه اهل للتربية والعطف فاخذه الى بيته وخصص له من يحفظه القرآن الكريم بصورة الاتقان مع ما ينظم الى ذلك من طيب الالحان فاتقنها كلها وحفظ ايضا جانبا وافرا من الاحاديث النبوية الشريفة والسيرة المحمدية ورتب له من يلقي عليه علم الموسيقى للاستقادة من مواهبه وصوته الحسن وحفظ من رقائق الاشعار وغرائب الآثار ما جمع فأوعى. كان سريع الحفظ لطيف اللفظ فنشأ قطعة من ادب وفرزدقة من لباب العرب. لقد كان رحمه الله ضريرا لكنه بكل شئ بصير, ينظر بعين الخاطر ما يراه غيره بالناظر وبقي في خدمة مربيه المرحوم السيد محمود العمري الى ان توفاه الله.
ذهابه الى بغداد: وكان المرحوم احمد عزت باشا العمري بن السيد محمود العمري اذ ذاك في بغداد فزارها ونزل عنده بعيد ويبدي وفاء للحقوق التي يبديها ولا يخفيها مترديا بظاهرها وخافيها, فتلقاه ملاقاة الاب والاخ فتهادته اكف الاكابر وحفت به عيون الاصاغر, وتجلت آيات نبوغه الكامن للعيان فاصبح في بغداد فاكهة الادباء والظرفاء واشتهر امره وذاع صيته بحسن صوته وقراءة المولد الكريم فاومض فيها برق اسمه وبقي في الزوراء تهب عليه ريح النعمة والرخاء حيث يشاء وامسى عند كل ذي جلدة ما بين الانف والعين وخلال مدة وجوده في بغداد حفظ صحيح الامام البخاري على المرحومين الشيح داوود وبهاء الحق الهندي المدرس الثاني في الحضرة العلوية, فكان يتقاضى على قراءة المولد النبوي مبلغ 50 ليرة عثمانية وهو مبلغ ضخم بالنسبة لذلك العهد وينفقها باجمعها على اصحابه والفقراء والمعوزين من الفنانين, وتحدث الناس بسخائه فكانوا يصفونه بانه اكرم من الغيث المنهمل على البطاح الظمأى. وسافر الى الديار المقدسة فادى فريضة الحج, ثم عاد الى مسقط رأسه الموصل وقرأ فيها القراءات السبعة على حيدرة العراق المرحوم محمد السيد الحاج حسن واخذ الطريقة القادرية من المرشد المرحوم السيد محمد النوري.
سفره الى الاستانة: وكانت نفسه صراعا بين القناعة والعيش في مجتمع محدود وبين الطموح للعيش في مجتمع اوسع مدى وحياة افضل تظهر فيها آيات مواهبه وعبقريته, قتوجه من الموصل راحلا الى الاستانة ونزل بغرفة في جامع نور العثمانية الكائن بحي (شنبرلي طاش) وقرأ في جامع أيا صوفيا الشهير جزءا من القرآن الكريم وكان من اعظم القراء المجيدين الذين اوجدهم الله في خلقه على الاطلاق, فأثر جمال صوته وروعة تجويده على مشاعرهم فأبكاهم وهرع اليه عظماء الاستانة من فضلاء وادباء وفنانين يستطلعون خبر هذا القارئ الضرير فطارت شهرته في الافاق واصبح قبلة المجتمع العلمي والفني وكان اول من التف حوله قراء الاتراك فاخذوا عنه علم التجويد, وتاق لرؤياه اكابر الامراء والعلماء والفنانين وغدوا يتهادونه ويدعونه الى حفلاتهم للاستمتاع بروائع فنونه, ولما رأى ما وصل اليه حاله من عز وتقدير لمواهبه طابت له الاقامة واستحضر عائلته من الموصل واستأجر دارا صغيرة واقعة بجوار جامع نور العثمانية واقام مدة طويلة في الاستانة كانت ايام عهده من عرر الدهر
رحلة الشتاء والصيف: ولما برزت آيات نبوغه تولع به عظماء العراق ونوابها في مجلس المبعوثين امثال محمد وشاكر وعلاء الدين وحسام الدين من اسرة الآلوسي المشهورة والشيخ يوسف السويدي وآل الحيدري والسيد محمد السكوتي والسيد ابراهيم الراوي شيخ الطريقة الرفاعية في بغداد رحمهم الله وهاموا بمواهبه وبفنونه افتتانا فكانوا يأخذونه معهم الى استانبول في الصبف ويعودون به الى العراق عند موسم الزيارة في كربلاء ليقرأ لهم المراثي في اهل السبط الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما وبرون بوجوده بالقرب منهم نعمة انعم الله بها على المجتمع, ويتمتعون بروائع فنونه ومواهب صوته الشجي وبلاغة شعره ونثره وطرائف نكاته وافانين احاديثه.
فنونه: لقد صدق المثل القائل (كل ذي عاهة جبار) فقد تعلق هذا النابغة الضرير بالفن الموسيقى فتعلم من تلقاء نفسه العزف على آلة القانون وهي كثيرة الاوتار صعبة المنال في ضبط مقاماتها, ثم تعلم العزف على الناي فأتى بغرائب الاعجاز, فكان لا يستعمل في قانونه العربات التى تستعمل عادة لاخراج انصاف الارباع, بل كان يتلاعب بانامله واطراف اظافره فيخرج النغمات سليمة شجية مما لم يسبق لغيره ان أتى بمثله. وتطاولت عبقريته على فناني الاتراك اللامعين فكانوا يرون انفسهم لا شيء بالنسبة لفنون هذا الضرير الجبار ويتسابقون لزيارته ويستقون من ورده الصافي اعذب الموشحات والالحان ويشهدون بانه تحفة عجيبة وهبها الدهر للناس لينعم بعبقريته البشر. ولما كان الفقيد النابغة شاعرا ضليعا باللغتين التركية والفارسية فقد شهد له شعراء الاتراك والعجم بانه اعجوبة الدهر
علاقته بالشيخ الصيادي الرفاعي: وتعرف في الاستانة على رجل الدولة وواحدها الصارم الهندي الشيخ ابي الهدى الصيادي الرفاعي ونال حظا وافرا من عطفه واخذ عنه الطريقة الرفاعية وكان الصيادي رحمه الله يهيم حبا واعجابا بفنونه وعلمه ويجل قدره ويعظم مواهبه ولا يسمح لاحد مهما علا شأنه من ضيوفه العظام بالتدخين في حضرته الا للضرير العبقري فقد (عرف الحبيب مكانه) فكان يتيه عجبا ودلالا ويدخن في حضرته ويتبسط بالحديث معه للاستمتاع بفصاحته وخفة روحة وفنونه ودرة طرائفه ويستوحش لفراقه وينتظر زيارته له بفارغ الصبر.
وزار مرة الفقيد المترجم الصيادي في تكيته وذلك في سنة 1903 فوجده قد انتهى من تأليف رسالة اسمها (خلاصة البيان) فوجم قليلا يستوحي النظم وقال مرتجلا يؤرخها:
والموصلي مرتجلا ارخها * خلاصة البيان مجدنا بها سنة 1320
واجتمع الموصلي بالصيادي في مجلس انس وطرب فجاءت قريحة الصيادي بنظم بيتين من الشعر الارتجال فقال:
قلت لما خفق القلب جوى * حين شامت قرطك الخفاق عيني
كنت لا تملك الا خافقا * فهنيئا لك ملك الخافقين
وقد لحنها الموصلى على البداهة وغناهما من مقام الحجاز كار, فبكى الصيادي من روعة صوته الرخيم ولحنه البديع
فاجعته بولده: لقد ابتلى الدهر الفنانين واكتنف حياتهم بنكباته ومآسيه, ومن درس تاريخ حياة النوابغ والعباقرة تحقق ان التنكيل بهم كان بالنسبة اليهم فواجع وأسى وحسرة والى البشرية نعمة وهدى ورحمة, اذ لولا تلك الفواجع لما كانت هناك اجفان مقرحة وقلوب ممزقة فعصرت الآلام قرائحهم فجادت بمعجزات بينات.
ومن هؤلاء العباقرة صاحب هذه الترجمة فقد ابى الدهر الا ان يمعن بالقسوة عليه فعكر صفو حياته وهو في ذروة عزه ومجده الفني فاختطف الموت فلذة كبده الوحيد (يونس) وهو في ريعان شبابه, وقد ذهبت الفاجعة بلبه وبقي ساكنا لا تدمع له عين ورثاه بالمراثي المؤثرة المبكية, وقد ظفر بقلوب عطوفة ومشاعر كريمة, فكان الناس اذ شاهدوا قسمات وجهه وقد اكتست بانطباعات الاسى والحزن شاطروه أساه, وكأن الاقدار التي لا ترحم قد استحالت الى ارواح حساسة فابتلته بهذه المصيبة ليحزن قلبه وتأتي قريحته ومواهبه بالخوارق
بدائع الحانه: هناك طائفة من الفنانين جهلتهم اجيالهم وبعد وفاتهم عرف الناس اقدراهم فغمروهم بالثناء والاجلال, لفد اشتهر هذا العبقري الخالد, ولكن احدا لم يكتب عنه ونسيه الناس, اما الدهر الذي اعتاد التنكيل بالفنانين ليجودا بنفائسهم فهو لا ينساهم ويخلدهم بآثارهم ومآثرهم.
لقد اكد الذين عاشروا هذا الجبار المارد في الاستانة ان الوسط الفني فيها كان في اوج عظمته في عهده, وقد تطاول هذا الضرير الغريب بعبقريته على فطاحل الفنانين الاتراك واستصغروا شأن انفسهم وفنهم بالنسبة لجبروته الفني, فقد تجمعت في هذا النابغة مواهب عز نظيرها بغيره كما سأوضح ذلك عند المقارنة بين افضلية عباقرة الفن ومواهبهم.
لقد كانت آيات صوته الشجي الرخيم وبلاغة نظمه وقوة الحانه وبراعة انشاده وعزفه على القانون والناي مضرب الامثال, وقد التف حوله مشاهير الفنانين الاتراك وفي طليعتهم سامي بك صاحب اكبر جوقة تركية شهيرة والمغنية التركية الذائعة الصيت بصوتها وفنها (نصيب) واخذوا عنه الكثير من الموشحات والغزل التركي واقتتن الاتراك بفنونه فدانت لعبقريته المواهب, وقد رأيت للذكرى والتاريخ اثبات بعض موشحاته والحانه التركية ليطلع عليها عشاق الفن وهي اشهر من ان تذكر ويكفي للاستدلال على عظمة فنونه ان ابا خليل القباني الفنان الشرقي الاعظم والفنان المصري عبده الحامولي اخذوا عنه الموشحات والنغمات التركية في استانبول ومزجاها بالموشحات والادوار العربية, فقد كانت نغمات الحجاز كار والنهاوند وفرعهما مجهولة في مصر والبلاد العربية.
اما نظمه والحانه العربية الكثيرة فحدث عن روعتها ولا حرج, ولعمري فتاريخ حياته الحافل بالمواهب وحصر نبوغه اكير من ان يحصى ويوصف, ويكفي الالماع عن بعض الحانه وعظمة تاثيرها في النفوس ليدرك عشاق الفن ان هذا الضرير الجبار هو نابغة الزمان ولم يأت بين الشعراء والفنانين من قبل من يماثله في نبوغه المتشعب, وهيهات للدهر ان يجود بمثله.
لقد جرت العادة ان يهدي الملوك عند تسنمهم عرش الخلافة قطعات من الستار النبوي الى مقامات الصحابة والاولياء في الاقطار الاسلامية, ولقد اهديت قطعة منه الى مقام موسى بن جعفر الصادق رضي الله عنهما في بغداد, وقد احتفل بوضعها بمقامه الشريف فنظم شاعر العراق الاكبر المرحوم عبد الباقي الفاروقي في خريدة عصماء هذه بعض ابيات منها, وقد لحنها المترجم العبقري وغناها من مقام السيكاه فشق مرائر الوف الجموع المحتشدة لسماع صوته الرخيم وبدائع انشاده المؤثر:
وافتك يا موسى بن جعفر تحفة * منها يلوح لنا الطراز الاول
قد جاوزت قبرا لجدك فاكتست * مجدا له انحط السماك الاعزل
وتقدست اذ جللت جدثا ثوى * في لحده المدثر المزمل
طوبي لكم من وارثين فقد غدت * آثار جدكم اليكم تنقل
كان رحمه الله ضليعا في علم الاوزان والمرجع المكين في الايقاع, يهوى الاستماع الى الغناء الجماعي في انشاد الادوار والموشحات والقدود المرقصة ويرهف السمع الى ضروب الايقاع على (الدرنكات) ويفرض ان لا تقل عن عشرين (درنكة) عراقية وينقر فيها بالاصابع او القضبان الصغبرة كالنقرزان, فاذا شذ احد الضاربين واخطأ بضربة (دم أو تك) اثبته واشار بيده الى الخطأ الواقع, وكان شديد الوعي والحس يحيط بكل ما هو حوله ويعتمد في تلحين موشحاته من مختلف المقامات والاوزان على المهرة من ضاربي الايقاع. وهذا موشح رائع نظمه الشاعر الفاروقي وهو يتألف من احدى واربعين مقطعا لحن كل مقطع منه بنغمة ووزن وجعل المقطع الاول كلازمة من مقام البياتي الشوري ووزن السماعي الثقيل وجاءت نغمات المقاطع آية في الانسجام مع اوزانها:
من لصب كلما هبت صبا * هب من رقدته في فزع
واذا عن له برق اضا * اسعر الاحشاء في نار الغضا
ومضه يحكي الحسام المنتضى
وكان رحمه الله يحب نظم الغزل وهذا موشح من تخميسه والحانه الاصل للشاعر النحاس:
على ورد خديك آس اطل * فقلت قد اخضر روض الامل
ومذ رمت اقطفه بالقبل * حميت الاسيل بحد الاثل
اجل ما لحاظك الا اجل
صبيا عشقتك حتى اكتهلت * فطورا عدلت وطورا عذلت
وفي الحالتين لذذت على ما * فعلت بحبك لا بل ذللت
وحكم الصبابة ما لذ ذل
تثنيت تيها وانت الحبيب * وامرضت قلبي وانت الطبيب
ولما سعى بي اليك الرقيب * مللت وملت وانت القضيب
فمل كالقضيب وخل الملل
ولحن هذا النابغة ما لا يحصى من الموشحات والمواويل على نغمات شتى, وهذا موشح صوفي من نظم الشيخ مهدي الرواس لم ينشر بعد وقد لحنه المترجم العبقري الاوحد من نغمة السيكاه:
اقلقت قلبي بالجفا * يا ايها الظبي الجفول
بالله انعم بالوفا * فالشمس مالت للافول
من وجهك الفجر استبان * والخصر ابدى غصن بان
ارحم وجد فالصبر فان * عني وجسمي في نحول
وهذا نموذج من موال عراقي زهيري مسبع من نغمة السيكاه نظمه احد اشراف سادات النعيم ولحنه المترجم ارتجالا:
نار المحبة نبات ضمائري فاطمة
ورضيع صبري تعند بالهوى فاطمة
من حيث سحب التجافي سيولها فاطمة
اضحيت كالحاير المبهوت في كربلا
وبلابل القلب مني بين كره وبلا
انا روحي اسيرة من يوم قالوا بلى
يا ابن العواتك دخيلك يا ابو فاطمة
شعره: كان قويا في نظم قوافي الشعر, انقادت لقريحته الجبارة البلاغة والفصاحة
شكرا جزيلا على هذه المعلومات
ReplyDeleteبالنسبة لعائلة الجوادي فهي عائلة معروفة جدا في الموصل، لذا أرجو تصحيح اسم محمد صالح الجواد ليصبح الجوادي
وشكرا
أ.الجوادي
شكرا على التصحيح المهم
ReplyDeleteو تحياتي لك و للعائله الكريمة
مشكور أخي العزيز على هذه الصفحة المفيدة لاحياء تراثنا العراقي الجميل
ReplyDeletethanks for nice information
ReplyDeleteyou can put also the song "Dizani waraaf maraami"
مشكورين
ReplyDeleteموضوع أقل ما يوصف بأنه رائع و راقي
و انا بدوري نشرت جهودكم لأن الكثير من الناس لا يعرفون جزء من هذه الحقائق التي تمس ماضينا و ثقافتنا
أشكركم مرة ثانية
Great blog and a topic!
ReplyDeleteI just wanted to add another info which I couldn't find under this topic. There's another record of Hafiz accompanied by Tamburi Cemil.
In a radio programme, Mesud Cemil (another great tamburi and Cemil's son) did a splendid introduction before that performance:
http://www.youtube.com/watch?v=Ru8IaXOxONg
Thanks a million again.
Regards,
Hello!
ReplyDeleteFirst of all congratulations for this great job! I'm glad to have discovered you blog.
I had a small question to ask you. You mention in this entry that the song Kaddouk al Mayyas was composed by Mulla Uthman al Musili. I'm quite interested in the origin of this song and I was trying to find some sources about it when I found your blog.You mention some sources at the end of this entry, would it be possible for you to send me a scan copy of the quote of the entry where this song and Mulla Uthman are mentioned? And what are exaclty the "Tanzilat al mawlid alnabawi"?
Also you talked about مقامات بالبستات. What do you mean exactly by this? Is it a specific kind of maqam?
Thaks a lot again for your work.
All the best,
My name is B.Kosar, from Turkey. I am a music teacher in a state school . At the same time, I am a student in MSc program in Dokuz Eylul University. I have been currently writing my thesis on the topic of “Biography and Works of Mulla Uthman Al-Mawsili”. I choose my Master’s Thesis as the life, artistic characteristics and works Mulla Uthman Al-Mawsili, whom I admire to his life and music of his era. During my research, I was excited to see that you are interested in Mulla Uthman Al-Mawsili. I hope you can help me for my research and I kindly ask your permission to access and use your study about “Mulla Uthman Al-Mawsili” for my research. I would appreciate it if you share your academic knowledge about this topic. Thank you for your support in advance. my e mail turkmusiki@gmail.com.
DeleteKind regards.
Berkant Kosar
turkmusiki@gmail.com
GSM: +90 5053133897