Ushaq Ghazel (Uşşak Gazel ) Mulla 'Uthman al-Musili (Musullu Hafiz Şaşı Osman Efendi) c. 1912, Istanbul, Turkey.
Rare recording of Iraqi musician, Sufi icon, and maqam reader Mulla 'Uthman al-Musili (1854-1923) singing a Turkish gazel in maqam Ushaq, recorded in Istanbul, c. 1912.
تسجيل قديم و نادر للملا عثمان الموصلي يغني غزل بالتركية على نغم مقام عًشاق التركي، تسجيل أسطوانة من اسطنبول سنة ١٩١٢ .
*
الملا عثمان الموصلي مقرئا
د. عبد الستار فاضل
الملا عثمان بن الحاج عبد الله الموصلي المولود في الموصل (سنة ١٢٧١هـ -١٨٥٤م) و المتوفى في بغداد سنة (١٣٤١هـ - ١٩٢٣م) من أشهر مقرئي الموصل خاصة والعالم الإسلامي عامة، تبوأ مكانة سامية بين معاصريه من العلماء و لاسيما شيخ علماء الموصل في زمانه العلامة محمد أفندي الرضواني المتوفى سنة (١٣٥٧هـ - ١٩٣٨م) الذي كان من أقرانه في الدراسة على العلامة الشيخ صالح الخطيب، و كانت له صلة وثيقة بالعلامة الشيخ عبد الله النعمة (ت ١٣٩٦هـ -١٩٤٩م.
كان – رحمه الله – درة كيفما أديرت أضاءت، و بحثنا الذي هذا ملخصه يتناوله من حيث كونه مقرئا، و المقرئ هو العالمُ بالقراءات القرآنية أداء الراوي لها مشافهة أي سماعاً من لفظ شيخ ضابط متقن، و هو أعلى مرتبة من القارئ المبتدئ الذي هو من أفرد إلى ثلاث روايات، و المتوسط إلى أربع أو خمس، و المنتهي من عرف من القراءات أكثرها و أشهرها و لذا سمى ابن القاصح شرحه للشاطبية بـ(سراج القارئ المبتدئ و تذكار المقرئ المنتهي
بدأت رحلة الملا عثمان في رحاب القرآن الكريم بعد وفاة والده الحاج عبد الله و هو لم يبلغ السابعة من عمره، و فقد بصره بعد ذلك بقليل لينشأ في كنف أحد وجهاء الموصل (محمود أفندي بن سليمان العمري) الذي خصه بمعلم يحفظه القرآن الكريم حتى استظهره تعلم مبادئ العلوم ثم درس على أفاضل علماء زمانه و منهم العلامة الحاج عمر الأربيلي، و العلامة صالح الخطيب، و العلامة عبد الله الفيضي و غيرهم.
في عام (١٢٨٢هـ - ١٨٦٤م) توفي كافله العمري مما اضطره إلى ترك الموصل متوجها إلى بغداد ليقيم عند ابن محمود العمري و هو الأديب العلامة أحمد عزت باشا العمري. فدرس في بغداد صحيح البخاري على الشيخ داود أفندي و حفظ نصفه، ثم أكمل حفظه على الشيخ بهاء الحق أفندي الهندي. و في أثناء مكوثه في بغداد كان محلقا في إجادته لتلاوة القرآن الكريم، و الموشحات، و الموالد النبوية حتى ملأت شهرته الأفاق
و في سنة (١٣٠٤هـ - ١٨٨٦م) قصد الموصل راجعاً من أداء فريضة الحج، ليواصل دراسته في مدينته الحدباء، فلازم الشيخ محمد بن جرجيس الموصلي الشهير بالنوري (ت ١٣٠٥هـ - ١٨٨٧م) و أخذ عنه الطريقة القادرية، و كان يقرأ قبل وبعد مجالس وعظ شيخه المذكور، و التي كان يقيمها بعد صلاة العصر على عادة أهل الموصل في ذلك الوقت. و في هذه المدة قرأ القراءات السبع على الطريقة الشاطبية على يد الشيخ المقرئ محمد بن الحاج حسن (رحمه الله) و أجازه بها
بعد ذلك توجه إلى استانبول عاصمة الخلافة العثمانية التي كانت تعج بالعلماء، حيث كان يقيم أحمد عزت باشا العمري الذي تلقاه و أكرمه، و هناك التقى – رحمه الله – بالشيخ السيد مصطفى مخفي أفندي مفتي أزميد فدرس عليه و تلقى عنه القراءات العشر مع أوجه التكبير و أجازه بها. ثم رحل إلى مصر ليزداد من علم القراءات فالتقى بكبير قرائها آنذاك الشيخ يوسف عجور إمام الشافعية في جامع السيد العدوي فأكمل عليه القراءات العشر مع التهليل و التحميد و أجازه بذلك. وقد ذكر ذلك في إحدى إجازته لطلابه و فيها: (تلقيت الرواية و أحرزتها بالدراية عن ... شيخي السيد مصطفى مخفي أفندي ... قرأت عليه طريق التجير و التيسير بمسالك يوسف أفندي صاحب (الائتلاف) و أجازتي أن أقرئ (بالطيبة) بلا خلاف، و إن صاحب الائتلاف ليس له من أوجد التكبيرات غير التكبير، و قراءتي بالموصل من طريق السبعة فيها التهليل، و التكبير، و التحميد لأجل ذلك عزمت على الرواح إلى مصر بعد أخذ الإجازة لأتم أوجه التكبيرات هناك فسرت إلى طندة وأتيت إلى شيخ قرائها ... الشيخ يوسف عجور قرأت عليه ... فأجازني بالقراءة و الإقراء و أخذت الإجازة عليه).ثم عاد إلى الموصل فبغداد لتتعدد رحلاته إلى استانبول، و بلاد الشام، و مصر ليستقر بعد ذلك في بغداد حتى وفاته، لينشر هذا العلم في الأفاق، و يكون له تلامذة في علم القراءات أصبحوا أعلاما فيها.
و من أشهر تلامذته في القراءات السبع الشيخ العلامة محمد صالح الجوادي الذي اخذ القراءات على الملا عثمان الموصلي و نال منه الإجازة بها و قد ختم إجازته مؤرخا إياها ببيتين فقال: (و لما تمت منه ربي علي، ومدت موائد إحسانه إلي بإجازة هذا الورع التقي المرجو له الاستقامة، أرختها لتكون لوقتها علامة):
أجزت بالعشرة عبداً صالحاً بما رويته و إني رابح
موائد الذكر له أرخت: أجيز بالعشرة صفح صالح
و من أشهر تلامذته في مصر الشيخ محمد رفعة (رحمه الله) شيخ قراء مصر، و قد ذكر الدكتور عادل البكري قال: (أخبرني بذلك المرحوم الدكتور احمد عبد الستار الجوادي و قال إنه سمع من المرحوم الشيخ محمد رفعة نفسه أنه درس على الشيخ عثمان الموصلي وأنه ذكر ذلك في مناسبات عديدة). و يذكر الدكتور البكري انه سأل الشيخ محمد صالح الجوادي قائلاً: (لقد سمعتم تلاوة الملا عثمان و من بعده تلاوة شيخ قراء مصر المرحوم محمد رفعة فأيهما يجيد القراءة أكثر؟ فقال: الملا عثمان يجيد القراءة أكثر و لكنه لم يتفرغ لها). و من تلامذته في بغداد الحافظ مهدي، و الحاج محمود عبد الوهاب، و عبد الفتاح معروف، و محمد وحيد الدين الهندي، و عبد القادر الخطيب و غيرهم رحمهم الله جميعاً.
أما طريقته في القراءة فهي الطريقة الموصلية المتوارثة شيخا عن شيخ، و التي قل نظيرها في العالم الإسلامي من حيث دقة الأداء و مراعاة معاني الآيات من نفي، ونهي، واستفهام، ودعاء، و أمر و غير ذلك , تلك القراءة التي حافظ عليها محمد صالح الجوادي (رحمه الله) ثم تلميذه شيخنا الشيخ يونس إبراهيم الطائي (رحمه الله) ، قال الزركشي في البرهان: (فحق على كل امرئ مسلم قرأ القرآن أن يرتله و كمال ترتيله تفخيم ألفاظه و الإبانة عن حروفه، و الإفصاح لجميعه بالتدبر حتى يصل بكل ما بعده .. فمن أراد أن يقرأ القرآن بكمال الترتيل فليقرأه على منازله، فإن كان يقرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد، و إن كان يقرأ لفظ تعظيم لفظ به على التعظيم).
و قد ذكر الدكتور البكري إن الدكتور مصطفى شريف العاني اخبره عن بعض المشايخ أن عثمان الموصلي قبل أن يقرأ في محافل مصر للمرة الأولى كان قد أشار إليه بعض المحتضين به أن يستأذنوا شيخ قراء مصر ليسمح له بالقراءة، وما كاد الملا عثمان الموصلي يتلو البسملة حتى نهض إليه شيخ القراء و قبله من جبينه و هو يعتذر ويبدي المجابة بصوته وحسن قراءته.
Comments
Post a Comment