فن أصيل يعود إلى الزمن العباسي.. المقام العراقي خصوصية مهددة بالاندثار

عبد الرحمن مظهر الهلوش
الجزيرة نت 

ورد في كتب السير أن الخليفة العباسي المعتمد بالله (870-892 م) سأل المؤرخ ابن خرداذبة (820-912)، مؤلف كتاب "اللهو والملاهي"، ما صفة الحاذق؟ فأجاب ابن خرداذبة "المغني الحاذق يا أمير المؤمنين، من تمكن من أنفاسه، ولطّف من اختلاسه، وتفرّع في أجناسه"

لعلّ هذه الإجابة تنطبق على المقام العراقي، وهو لون من ألوان الغناء السائدة في العراق، تمتد جذوره إلى سنوات موغلة في القدم، لتصل إلى الدولة العباسية، ومن ثم انتقل شفاهًا عبر قرّاء المقام إلى الأجيال اللاحقة وصولًا إلى الوقت الحاضر

ويُعدّ المقام العراقي نوع موسيقى عراقية أصيلة، يُغنى باللهجة العراقية الدارجة، ويتمتع بعمق عربي إسلامي تاريخيًا وثقافيًا، ويتمتع بتأثيرات غرب آسيوية

نكهة عراقية

ويختص المقام العراقي، بوصفه واحدا من الفنون الموسيقية العربية القديمة، بطراز خاص أضاف إليه العراقيون ما استحسنوه من أنغام بعض الشعوب الشرقية التي وفدت إليهم في العصر العباسي. وكان يُغنّى في البداية في التقاليد الدينية والقصائد الصوفية، وكذلك استُخدم كأبرز مقامات تلاوة القرآن الكريم

ويقول قارئ المقام العراقي طه غريب "كان للفن دور حضاري مهم في الحياة اليومية في بلاد الرافدين، وكانت الموسيقى ترافق جميع العبادات الدينية في المعبد أو خارجه في جميع الاحتفالات والمناسبات والمراثي بأنواعها، ونتيجة لذلك كانت الموسيقى ضمن جدول إعداد الكهنة، وكانت تُدرس في مدرسة المعبد مدة 3 سنوات"

يُذكر أن المقام العراقي بلغ بألحانه المميزة والمتنوعة دول آسيا، ثم انتقل منها إلى تركيا وإيران وأفغانستان وحتى الهند


مصطلحات وألحان

والمقام نوع من الغناء الكلاسيكي يتألف من مقاطع عدة لا تقبل الزيادة أو النقصان، ولقراءته أصول وقواعد، بالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة. ومن أهم المقامات الرئيسة: مقام الرست، ومقام النهاوند، ومقام الحجاز، ومقام البيات، ومقام السيكاه، ومقام الصبا، ومقام العجم، ومقام الكرد

ويؤكد الباحث في الفنون التقليدية الموسيقية سامي هيال "أن المقام العراقي هو عرض موسيقي يتكون من أجزاء تشتمل على تحرير أو بدوة، وقطع أو أوصال، وعلى الجلسة، والميانة، والصيحة، والقرار وأخيرًا التسليم"

وأوضح هيال -في حديثه للجزيرة نت- أن "الآلات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي، التي يطلق عليها الجالغي البغدادي، كتسمية معروفة، تشمل آلة السنطور وهو شبيه بآلة القانون، والجوزة وهي آلة وترية تصنع من غلاف جوز الهند وقد أخذت من مواصفات آلة الكمان، وهناك آلة الإيقاع والرق أيضًا وهي دائمًا تصاحب المقام العراقي"

ومن الصفات المميزة للمقام العراقي وجود كلمات وعبارات معينة غير عربية ومنها عربية يرددها المغني أثناء قراءة المقام في مواضع معينة، دون أن يكون لها أي علاقة مباشرة بالشعر المغنى، ويستخدم معها آلة الجوزة الموسيقية العجيبة

يبين هيال أن "كثيرًا من الألحان الفارسية والتركية دخلت على المقام العراقي، وهي التي يغني بها المغني الآن. وقد تسمع من المغني العراقي وهو يغني بلفظة (يا دوست) بمعنى يا صديق، وكلمات أخرى مثل (فرياد من) بمعنى النجدة، و(دل يا ندم) بمعنى قلبي اشتعل، و(إيكي كوزم) بمعنى عيناي الاثنتان، و(دل من) بمعنى قلبي، و(جان من) بمعنى روحي، و(أفندم) بمعنى سيدي"

وبدوره يعلق قارئ المقام طه غريب -في حديثه للجزيرة نت- قائلًا إن "الأقدمين وضعوا هذه الكلمات لتكون بمنزلة مفاتيح نغمية تساعد قارئ المقام على ضبط المسار اللحني للمقام، ويتطلب أداؤها دقة عالية ومعرفة بالكلمات، ويُعدّ ذلك بمنزلة الافتتاحية في العمل السيمفوني أو الاستهلال في الموسيقى"

مؤنس ومسلّ للبغداديين

وعلى الرغم من قدم المقام العراقي، فإنه بقي متجسدًا في كل نواحي الحياة اليومية للعراقيين وخصوصًا في بغداد والموصل وكركوك، وربما يدل ذلك على رفعته وأصالة منبعه

ووُصف المقام العراقي بأنه تراث موسيقي، ذو طبيعة ارتجالية في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة مضبوطة، هذا في حال كانت المناسبة التي يُقرأ فيها المقام دنيوية. أما إذا كانت المناسبة دينية فيقتصر أداء المقام على الغناء من دون آلات موسيقية كما في المولد والتهاليل والتواشيح والتحميد، ولم يقتصر المقام على ذلك بل كان حاضرًا في كل فنون بغداد، وحتى الأذان كان يؤذن بالمقام العراقي، وكذلك المدائح النبوية تغنّى به

ويرى بعض قرّاء المقام العراقي أن المقام أصبح في الوقت الحالي أكثر دنيوية، في حين يؤكد سامي أن "الغناء في العراق لا يتحدد بنوعيه المفرح والحزين إذ يُغنّى المقام المفرح في المناسبات كالأعراس وختان الأولاد والمناسبات الوطنية، ويتخلل ذلك أيضا مقامات بطابع حزين إذ إنه يُعرف أن الغناء الحزين يغنّى في العراق حتى في المناسبات السعيدة". ويضيف هيال "أما في المناسبة الحزينة فيكون هناك الفراكيات والمواويل والأبوذية التي تتناسب مع الحزن، وذلك لأن العراق يميل إلى أطوار الحزن في أكثر الأحيان"

الفن الرجولي

إن الحالة الانفعالية في غناء المقامات العراقية يمكن أن تكون أحد الأسباب في وصفه (بالفن الرجولي)، وبسبب ذلك -كما يبدو أيضا- رفض الرجل البغدادي الممارسات الغنائية المقامية النسوية كتجربة جديدة رائدة في غناء المقامات العراقية

ووُصف المقام العراقي بأنه غناء ريفي جبلي يؤديه الرجال، وكان هناك خوف وتردد لدى قارئات المقام في البدايات، ولذا كانت المرأة تهاب هذا الفن ولا تقربه، إلى أن تطور في بغداد، وأصبحت المرأة تؤديه في العصر الحديث. ومن جهته يقول هيال إن "أكثر الذين برزوا في فن غناء المقام العراقي هم من الرجال إلا قلة قليلة من النساء فلذلك يبقى الرجال متربعين على العرش في غناء المقام العراقي"

وأضاف أن "النساء اللاتي دخلن معترك المقام العراقي كان لهن دور مهم لكنه ليس بمستوى الطموح"

وبدورها توضح قارئة المقام العراقي المقيمة في هولندا فريدة محمد علي بقولها، "نُظر إلى هذا الفن على أنه رجولي لأن أماكن العرض كانت تقتصر على المقاهي والزورخانة (المكان الذي يتدرب المصارعون فيه على رياضة المصارعة) ومجالس الأذكار النبوية، وهذه الأماكن كان من العسير على المرأة أن توجد فيها نتيجة التقاليد الاجتماعية، فلذلك رسخت فكرة أن المقام فنّ رجولي فضلا عن أن بعض المقامات تحتاج إلى قوة صوت غير طبيعية"

ويرى هيال أن "المقام العراقي بقي محتفظًا برجولته رغم محاولات الفنانة مائدة نزهت والفنانة فريدة محمد علي دخول ساحته"

أصوات نسائية

وعن اقتحام النساء ساحة المقام العراقي الذي عُدّ على مر العصور فنًا رجوليًا، يقول طه غريب "عرف العراقيون أصواتًا نسائية متنوعة استطاعت أن تؤدي بعضا من المقامات بما يتناسب وأصواتهن، فقد سجلت المطربة صديقة الملاية عام 1925م أسطوانات لعدد من المقامات، وبذلك فتحت الباب أمام أصوات نسائية لأداء بعض المقامات الفرعية والبسيطة مثل جليلة العراقية، وبدرية أنور، وزهور حسين، ولميعة توفيق، ومائدة نزهت، وفريدة محمد علي"

وأضاف غريب أن ذلك "على الرغم من أن ساحة المقام العراقي تميزت بأصوات رجولية قوية، لأن أداء المقام العراقي في كثير من المقامات يتطلب مساحة صوتية عريضة لا تتوفر في الأصوات النسائية"

وتتحدث فريدة محمد علي عن نفسها فتقول للجزيرة نت "لا يفوتني أن أذكر هنا أنني أدّيت حتى الآن أكثر من 20 مقامًا وفق القواعد والأصول، التي تتقيد بها المقامات العراقية، فضلا عن أنني كنت المرأة الأولى في تاريخ المقام العراقي أقوم بتدريس هذه المادة في معهد الدراسات الموسيقية وبتشجيع من أستاذي الفنان الكبير منير بشير، وكذلك أستاذي الدكتور حسين الأعظمي"

أما الأستاذ المساعد في جامعة صلاح الدين في أربيل، لانس جوزيف كونوي، فيقول في حديثه للجزيرة نت، "تمتلك سيدة المقام العراقي فريدة صوتًا مميزًا مع صدق الأداء والقابلية الغنائية المميزة من حيث التحكم بالمساحة الصوتية والتصرف والارتجال مع توظيف جماليات الأداء الغنائي وفق واقع الصوت النسائي، أوصلها بعد عطائها الكبير عبر حقبة زمنية إلى مرتبة فرض وجودها بين كبار قارئي المقام العراقي، ويصعب تكرار هذا الأنموذج الصوتي النسائي"

وبدوره تحدث الدكتور محمد حسين كمر أستاذ العلوم والنظريات الموسيقية وخبير المقامات العراقية، عن فريدة محمد علي بقوله "فريدة من الأصوات النسائية المتمكنة من أداء المقام العراقي لأنها تمتلك المواصفات المطلوبة لقراءة المقامات، وقد أدّت على مسارح عالمية أكثر من 20 مقامًا وهذا العدد لم تبلغه أي من القارئات السابقات وكذلك بعض القارئين الرجال لم يؤدّ هذا العدد"

إرث فني

وكان للمقاهي العراقية دور بارز في تطوير هذا الفن إذ إنها تعدّ مدارس أدائية لهذا الفن الراقي العابر للحدود. فعام 1910م كان بداية لإقامة حفلات أسبوعية لقرّاء المقام، وكان عشاق هذا الفن يأتون إلى المقاهي البغدادية ليستمعوا إليه

يقول الباحث سامي هيال "كان للمقاهي البغدادية دور مهم في انتشار المقام العراقي فضلا عن الأغاني الريفية، ونذكر على سبيل المثال لا للحصر مقهى الزهاوي ومقهى أم كلثوم ومقهى الشابندر ومقهى الفضل ومقهى عزاوي"

كما أشار هيال إلى أن هناك مقاهي أخرى كان يُقرأ فيها المقام العراقي مثل "مقهى الباشا ومقهى الأسكجية ومقهى المشاهدة ومقهى محمد القبانجي. وفي هذه المحلة كان هناك مقاه عدة منها: مقهى روازي ومقهى الأورتمة ومقهى القهوة الصغيرة. حيث كان يقرأ فيها أيضا مطربو المقام أحمد زيدان ونجم الدين ورشيد القندرجي وغيرهم"

وأما أبرز الشخصيات التي كان لها دور في أداء وتطوير المقام العراقي، فتذكر فريدة محمد علي "أن المتبقين من قرّاء المقام العراقي المحترفين الذين لهم بصمة في هذا المجال الدكتور حسين الأعظمي والأساتذة حامد السعدي وسعد الأعظمي وصباح هاشم وخالد السامرائي وطه غريب وقيس الأعظمي"

خارج دائرة الاهتمام

ونتيجة للأوضاع السياسية السائدة في العراق واستمرار الحروب، ومثل كل مفاصل الحياة الثقافية، تعرّض المقام العراقي للتهميش والفوضى، بعد أن كانت تقام الأمسيات الخاصة بالمقام العراقي، وكذلك سهرات الجالغي البغدادي التي كانت تقام في "خان مرجان" الأثري في شارع الرشيد، واليوم أصبح المقام العراقي على وشك مغادرة دائرة الاهتمام، نتيجة الإهمال الرسمي لهذا الفن العراقي الأصيل

بدوره، يلفت غريب إلى أن تناقص أعداد قرّاء المقام العراقي وقلة اهتمام المؤسسات المعنية بهذا التراث، سيؤثران حتمًا في سلسلة الانتقال بين الأجيال، وأضاف غريب أن هذا ما أكدته منظمة اليونسكو عام 2007 باعتبار المقام العراقي أحد الفنون الإنسانية المهددة بالزوال، ولذا كان الحفاظ عليه وتجديده وتطويره مهمة ملحّة قادها بعض رموز الغناء العراقي

ويشير إلى أنه "في عام 1996 تنبهت إلى خطورة اندثار المقام العراقي، فقد أعلنت تأسيس فرقة لإحياء هذا التراث، أسميتها (فرقة أنغام الرافدين)، قدمنا من خلالها كثيرا من الحفلات والمشاركات في مهرجانات ومؤتمرات في عدد من البلدان العربية والأجنبية"

ومن جانبه يقول لانس كونوي إن "خصوصية المقام العراقي مهددة بسبب انحسار فرص التلقي المباشر لعرض المقام العراقي إذ لا بد من توفير ظروف مناسبة لعروض المقام العراقي لا سيما أن هناك مناسبات وأماكن عرض خاصة تساعد محبّي ومتذوّقي المقام العراقي على التواصل"

ويختم محمد حسين كمر المشارك في تأسيس مؤسسة المقام العراقي في هولندا، حديثه للجزيرة نت، قائلا إن "المقام العراقي يمر بأخطر المراحل نتيجة عدم اهتمام الدولة والمؤسسات الفنية بهذا اللون الذي يعدّ هوية العراق الفنية"


***


المقام العراقي مهدد بالاندثار

اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أن المقام العراقي من الفنون الإنسانية المهددة بالزوال لإهماله من قبل وزارة الثقافة ووسائل الإعلام

ويعتبر المقام من أهم الفنون الموسيقية القديمة التي نشأت في العراق قبل أربعة آلاف سنة تقريبا، وهو من الفنون التي تميزت واشتهرت بها بلاد الرافدين

وأكد متخصصون أن المقام العراقي بدأ يُغيّب منذ ستينيات القرن الماضي لانعدام الاستقرار السياسي, وعدم اهتمام الحكومة العراقية والفضائيات العراقية به

أسباب التراجع

وقال الخبير عبد الله المشهداني, صاحب كتاب موسوعة المقام العراقي, أن هذا المقام تراث فني يمثل حضارة العراق
 
وأضاف المشهداني في حديث للجزيرة نت أن خشية المنظمات العالمية على المقام العراقي من الاندثار يبعث على السعادة, إلا أن ما يبعث على الحزن في المقابل أن حاضنة المقام العراقي في الداخل لا تدرك هذا الخطر

واستعرض المشهداني الأسباب التي تجعل المقام العراقي في هذا الوضع ومنها عدم وجود فضاء يجتمع فيه قراء المقام، والقصور الكبير في المؤسسات التعليمية التي تخلو من أساتذة أكفاء متخصصين، فضلا عن فرض تخصصات على الطلبة

كما أشار الخبير العراقي إلى أن الفضائيات العراقية تساهم في تراجع المقام العراقي لأنها لا تهتم به بسبب الكلفة المادية المرتفعة حيث يتطلب تقديم برنامج عن المقام العراقي قارئا وعازفين ومرددين

مُغيب لحين

من جهته, رأى قارئ المقام العراقي طه غريب أن المقام لن يموت وإنما هو فقط مُغيب لعدم تهيئة الظروف المناسبة له، مشيرا إلى أنه يدخل في جوانب عدة منها تلاوة القرآن الكريم والمناقب النبوية، كما أنه يجسد أفراح الشعب العراقي وأحزانه

وقال للجزيرة نت إن ظروفا غيّبت المقام بينها عدم الاستقرار السياسي, ملاحظا أن تراجعه بدأ في ستينيات القرن الماضي لأن الحالة السياسية آنذاك كانت مضطربة عكس ما كانت عليه قبل ذلك
 
ولام غريب الفضائيات لمساهمتها في تغييب المقام العراقي بعدم عرضه في حين أنه كان في بداية ومنتصف القرن الماضي سيد الأنواع الفنية في الإذاعة والتلفزيون العراقيين, داعيا هيئة الاتصالات والإعلام إلى فرض ساعات أسبوعية من المقام على الفضائيات العراقية

وقال إن المقام العراقي ينطوي على قيم وحكم كبيرة تنبه الناس إلى أمور سلبية, معتبرا أن غيابه أدى إلى ظهور غناء هابط في الساحة العراقية. وأشار إلى أن المقام العراقي انتعش كثيرا في تسعينيات القرن الماضي بفضل إنشاء "بيت المقام العراقي" ووجود عشرات القراء, بينما تم إهماله منذ الغزو في 2003 فلم يظهر قراء جدد للمقام

واتهم طه غريب وزارة الثقافة العراقية بالتقصير, وقال إن مسؤوليها لا علاقة لهم بالموسيقى وإنما هم ساسة, واعتبر أيضا أن دائرة الفنون الموسيقية أول من ساهم في هدم بيت المقام العراقي والفن المقامي

أما صاحب تسجيلات أنغام التراث المتخصصة في المقام العراقي زكريا الأنصاري فقال للجزيرة نت إن هناك إقبالا متميزا من كل الأعمار على شراء الأشرطة المتخصصة في هذا المجال, متهما بدوره  الإعلام بتجاهل المقام العراقي عكس الإنترنت الذي ساهم بشكل كبير في انتشاره


***

هل يحمي الشباب المقام العراقي من الاندثار؟


بقبعته البغدادية التقليدية التي تعرف بـ"السدارة"، يتنقل مغني المقام العراقي الشاب محمد سجاد عز الدين بين المهرجانات والمحافل المختلفة لأداء هذا الفن والتعريف به، بعدما بات يشهد انحسارا كبيرا في السنوات الأخيرة

ويقول عز الدين إنه يرغب في إعادة إحياء المقام وتسجيل حضور له في حياة الشباب، بعد أن طغت موجات الغناء الحديثة على وسائل الإعلام. ورغم أنه لا يحظى برعاية أية مؤسسة فنية، فإنه يؤكد أن جهوده البسيطة تلقى ترحيبا كبيرا في أوساط العراقيين

ولأن النمو الطبيعي لهذا الفن التقليدي قد توقف بموت معظم رواده الكبار مثل محمد القبانجي ويوسف عمر وهاشم الرجب وآخرين، فإن الشباب الذين قرروا أن يسيروا في طريق هذا الفن يجدون صعوبات كبيرة في تقديم أعمال جديدة

وعادة ما يتفاعل الجمهور مع عز الدين ويطالبونه بالمزيد من الأغاني التي يقدمها، أو يسألونه عن صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي ليتابعوا أعماله، كما يقول

وتتلمذ معظم هؤلاء الشباب على يد مغني المقام المعروفين اليوم، كحامد السعدي وحسين الأعظمي وآخرين، وبدأت بعض هذه الأصوات الشابة تنال شهرة ومتابعة في الساحة الفنية رغم غياب الدعم

وقد غابت معظم الآلات القديمة التي كانت تستخدم في غناء المقام مثل السنطور والرق والجوزة، وبدأ مغنو المقام في استخدام آلتي العود والقانون وتطويعها، كما فعل الفنان الشاب عمر زياد الذي أصبح من مشاهير عازفي القانون في العراق

غناء المدينة

ويقول الباحث في المقام العراقي يحيى إدريس إن المقام يمثل نمطا تاريخيا لغناء المدينة العراقية، وجل رواده من أبناء المدن كبغداد والموصل وكركوك والبصرة وبعقوبة، لكنه تراجع كثيرا أمام زحف الأنماط الريفية التي تعتمد الإيقاع السريع والراقص أحيانا

ويضيف أن الكلمات التي كانت تستخدم في أغاني المقام -أو ما تعرف بـ"البستة"- كانت تنتقى بعناية، خلافا للأغاني الحديثة التي تستخدم لغة خفيفة أقرب ما تكون إلى لسان الشارع

ويشتكي إدريس من عدم وجود مؤسسات فنية ترعى المقام اليوم، كما أن الفضائيات لا تقوم بالترويج له أو دعم مغنيه، لذا لم يعد هذا الفن مرغوبا عند الأجيال الشابة، مما أسهم في تراجع متابعيه والمتأثرين به

وقد أنشأت الحكومة العراقية عام 1988 مؤسسة عرفت بـ"بيت المقام العراقي" بإشراف الموسيقار منير بشير، بغرض رعاية هذا الفن ورواده، لكن أداءها أصبح ضعيفا جدا اليوم، وهي تفتقر إلى ميزانية تسمح لها بتطوير نشاطها، بحسب ما يقول إدريس

ويواجه الفنانون الشباب صعوبات كبيرة في تقديم أعمال خاصة بهم، فهم يقدمون أغانيَ أدّي معظمها منذ عقود، مما يضطرهم للدخول في دوامة التكرار، ولا يستطيعون التميّز إلا من خلال قدرات بعضهم الصوتية العالية

فضلا عن أن الشعراء أصبحوا منذ سنوات يحجمون عن كتابة قصائد لهذا النوع من الفن، لصعوبتها وخشيتهم من عدم تقبل مؤدي المقام لها

ويرى ناقدون فنيون أن القالب التقليدي الذي وضع فيه المقام ساهم في تراجعه كثيرا، ودفع بعض مؤديه للقسوة على الشباب الذين يغنونه، مما يشكل عاملا لتثبيطهم عن الاستمرار في هذا المجال


قلة الدعم

ورغم محاولات عدد من الفنانين الشباب تقديم المقامات بإيقاع سريع وحديث، فإن معظم متابعي هذا النمط الفني يتحفظون على ذلك، مما يجعله حبيس الأسطوانات والمقاطع القديمة المسجلة

ويشتكي بعض قارئي المقام من ضعف الدعم الذي يتلقونه من وزارة الثقافة العراقية، حيث إن معظمهم يعيشون دون رواتب معتمدين على ما يحصلون عليه من مبالغ زهيدة من المناسبات التي يشاركون فيها بين الحين والآخر

لكن الباحثة الموسيقية في وزارة الثقافة إيمان المرسومي تقول إن الوزارة تسعى لاستقطاب هؤلاء الفنانين، وخاصة من فئة الشباب، وقامت بتعيين بعضهم في دائرة الفنون الموسيقية "مساهمة منها في تجديد الدماء ورفد هذا اللون الغنائي التراثي"

وتضيف للجزيرة نت أنهم يدعمون هذا الفن من خلال المهرجانات والاحتفالات التي تقيمها الفرق الموسيقية التابعة للوزارة بشكل دوري، مثل فرقة "أنغام الرافدين" وفرقة "بيت المقام العراقي" ومعهد الدراسات الموسيقية ومدرسة الموسيقى والباليه وغيرها

وتؤكد المرسومي أن دائرة الفنون الموسيقية تقوم بإشراك هؤلاء الشباب في المهرجانات المتنوعة، ولا سيما المتخصصة بالمقام، تشجيعا لمواهبهم

وتستبعد الباحثة ما يقال عن انقراض المقام لأنه متجذر منذ العصر العباسي وربما قبله، بالإضافة إلى أنه وثق بالصورة والصوت والكتب والبحوث والنوتات الموسيقية، مما سيحفظ كل تفاصيله للأجيال القادمة، على حد قولها


Comments

Follow Us! تابعونا

Iraqi Maqam on YouTube

.....................................................

Introduction:

Art Music: Al-Maqam al-Iraqi

Music of Iraq and the Arabs

The Baghdad Tradition

Classical Music of Iraq

The Iraqi Maqam

A Note on the Iraqi Maqam

The Maqam of Iraq

Poetry of the Iraqi Maqam

Repertoire of the Iraqi Maqam

Al-Chalghi al-Baghdadi

Cairo Arab Music Congress 1932

Microtones: The Piano and Muhammad Al-Qubanshi

Jewish Role in Iraqi Music

Melodies of Mulla Uthman al-Mawsili

.....................................................

مقالات مهمة

المقامات العراقية - عبد الوهاب بلال

المقام العراقي عرض وتلخيص - جلال الحنفي

الموسيقى الكلاسيكية العراقية - برنارد موسلي

المقامات العراقية - عبد الكريم العلاف

نظرة في المقامات العراقية - الأب نرسيس صائغيان

الغناء البغدادي واحوال المغنين - جلال الحنفي

المقام العراقي - دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960

المقام العراقي موروث فني عريق مهدد- شهرزاد قاسم حسن

المقام العراقي خصوصية مهددة بالاندثار - الجزيرة

المفهوم الحقيقي للمقام العراقي- حسقيل قوجمان

الچالغي البغدادي - جلال الحنفي

مجالس الانس والطرب في بغداد - العلاف

الجالغي البغدادي دراسة نظرية - مهيمن الجزراوي

النغمة والحس النغمي في بغداد - جلال الحنفي

الاغاني الشعبية ومناسباتها - عبد الكريم العلاف

البستة العراقية وارتباطاتها الاجتماعية - جلال الحنفي

الموسيقى والمقامات في الموصل- محمد الجليلي

ذكريات عن المقام العراقي - حسقيل قوجمان

علاقة اليهود بالموسيقى العراقية - حسقيل قوجمان

الموال البغدادي الزهيري - عبد الكريم العلاف

الموال والغناء البغدادي في حياة الاشقياء

المقام العراقي بين الماضي والحاضر - يحيى ادريس

الشيخ جلال الحنفي والمقام العراقي - يحيى ادريس

موشحات دينية للملا عثمان الموصلي - زياد الشالجي

....................................................

قراء المقام العراقي

حامد السعدي *

حسين الاعظمي *

سعد الاعظمي *

خالد السامرائي *

عبد الجبار العباسي *

علي أرزوقي *

صبحي بربوتي *

حميد العزاوي *

عبد الله المشهداني *

فوزي سعيد الموصلي *

طه غريب *

ابراهيم العزاوي *

محمود السماك *

نمير ناظم *

قيس الاعظمي *

محمود حسن *

صباح هاشم *

رعد الاعظمي *

محمد الرفاعي *

ابراهيم العبدلي *

يونس كني الموصلي *

اكرم حبيب *

محمد رؤوف *

حسين سعد *

كريم الخالدي *

محمد غانم التميمي *

عزيز الخياط *

احمد نجيب *

ناظم شكر *

امير الصفار *

فريدة محمد علي *

جبار ستار *

عامر الموصلي *

مصعب الصالحي *

محمود فاضل القيسي *

عبد الحميد البناي *

حارث العبيدي *

عبد الجبار قلعه لي *

صلاح السراج *

مجيد حميد *

مربين صليوة *

غسان الطائي *

مجدي حسين *

رأفت نجم *

محمود زازا *

طيف القطر *

وسام العزاوي *

عبد المعز شاكر *

مقداد العبادي *

سعد الطائي *

ملا جمال النعيمي *

عز الدين الرفاعي *

محمد زكي *

سامر الاسمر *

انور ابو دراغ *

محمد الشامي *

احمد نعمة *

اسماعيل فاضل *

نجاح عبد الغفور *

محمود الطائي *

بهاء الدين الزبيدي *

احمد جاسم *

مزهر العبيدي *

مصطفى سمير *

فاضل العگيلي *

مصطفى الزبيدي *

سعد البياتي *

علي هوبي *

سرمد ناظم *

مصعب عبد الكريم *

علي ضياء *

محمد وائل الراوي *

رامز الراوي *

مظفر الامير *

ملا منذر الاعظمي *

فاروق الاعظمي *

وليد الفلوجي *

عامر توفيق *

طارق القيسي *

مقداد محمد *

شريف جاسم *

صالح الحريبي *

عبد الرحيم الاعظمي *

عوني قدوري *

مائدة نزهت *

صلاح عبد الغفور *

سامي عليوي *

قاسم الجنابي *

عبد القادر النجار *

نجم عبود الرجب *

عبد المجيد الخشالي *

عبد الملك الطائي *

حمزة السعداوي *

رشيد الجبوري *

عاصم البغدادي *

عبد الرحمن البدري *

الحاج سامي الفضلي *

محمد خليل الاعظمي *

عبد المجيد العاني *

عبد الرحمن العزاوي *

ناظم الغزالي *

يوسف عمر *

عبد الرحمن خضر *

علي مردان *

عبد الواحد كوزه چي *

ملا عبد الجبار الاعظمي *

الهام ملا عبود *

زهور حسين *

سيد اسماعيل الفحام *

شهاب الاعظمي *

ملا عبد الستار الطيار *

الحاج مرعي السامرائي *

شعوبي ابراهيم الاعظمي *

فلفل كرجي *

يعقوب مراد العماري *

داود الكويتي *

الحاج هاشم الرجب *

علي حسن داود العامري *

ابراهيم الخشالي *

يونس يوسف الاعظمي *

عبد الهادي البياتي *

احمد موسى *

ملا بدر الاعظمي *

الحافظ عبدالله الراوي *

رشيد الفضلي *

جميل الاعظمي *

محمد العاشق *

حسن خيوكة *

سليم شبث *

توفيق الچلبي *

مجيد رشيد *

حسقيل قصاب *

سعيد دخان *

عبد الخالق صالح *

جهاد الديو *

عباس القصام *

صالح الكويتي *

سليمة مراد *

عبد القادر حسون *

يوسف حوريش *

اسماعيل عبادة القيسي *

محمد القبانچي *

مهدي العيسى *

سلطانة يوسف *

بدرية ام انور *

نجم الدين الشيخلي *

ملا طه الشيخلي *

منيرة الهوزوز *

الحاج عباس الشيخلي *

طاهر الشيخلي *

حسقيل معلم *

صديقة الملاية *

الست روتي *

الحافظ ملا مهدي *

الحاج يوسف الكربلائي *

عبد الفتاح معروف *

جليلة ام سامي *

زينل صابونچي *

ملا عبد الله لوبياچي *

تتو المندلاوية *

ناحوم يونا *

مكي صالح العبيدي *

ناصر حسين الفضلي *

عباس بطاوي *

الحاج وهيب ابو البرنوطي *

محمد علي خيوكة *

محمود نديم البناء *

عبد الرزاق القبانچي *

ملا محمد طوبال *

سيد احمد الموصلي *

سيد امين الموصلي *

سيد سلمان الموصلي *

ابراهيم العزاوي *

حسين علي الصفو *

ملا طه عبد القادر كركوكلي *

ملا صابر عبد القادر كركوكلي *

علوان العيشة *

حميد التيلچي *

جاسم ابو النيص *

داود احمد زيدان *

شاؤول صالح گباي *

محمود قدوري النجار *

سلمان موشي *

قدوري العيشة *

انطون دايي بطرس *

الحاج جميل البغدادي *

رشيد القندرچي *

شكر السيد محمود *

عبد الجبار گبوعي الاعظمي *

زينل الكردي الحمال *

الحاج مهدي الصباغ *

ساسون زعرور *

محمود القندرچي *

قدو جاسم الأندلي *

ملا عثمان الموصلي *

الاسطة محمود الخياط *

احمد حبيب الاعظمي *

السيد ولي العاني *

الحاج عبود الكاظمي *

قدوري القندرچي *

رزا حسين اغا *

سعودي مرزوگ *

الشيخ حميد المحتصر *

رحمين نفطار ناحوم *

حسن الشكرچي *

روبين رجوان *

احمد زيدان *

مير القندرچي *

ابراهيم العمر *

خليل ابراهيم رباز *

سيد مهدي الرشدي *

عبد الوهاب شيخ الليل *

احمد علي الصفو *

سيد علي العاني *

احمد ويس الاعظمي *

اسرائيل ساسون روبين *

الحاج نعمان رضوان كركوكلي *

عبد الوهاب الافحج *

قوچ علي *

الحافظ بكر الاعظمي *

ملا سعيد الحلي *

حسقيل الياهو بيبي *

الحاج حمد جعفر النيار *

صالح ابو داميري *

سعيد الاعظمي *

احمد ابو الخواچي *

حسن البصير الشيخلي *

عبد اللطيف شيخ الليل *

حمد جاسم ابو حميد *

رحمة الله خليل شلتاغ *

حسقيل شاهين *

بكر التتنچي *

امين اغا ابن الحمامچية *

الحاج عبد الله كركوكلي *

علي الصفو *

حمه بيرة *

مال الله كركوكلي *

ماشالله المندلاوي *

ملا حسن البابوجچي *

ابراهيم نجيب *

يوسف نوري كركوكلي *

ملا عبد الرحمن ولي *

سيد سنطوري سليمان *

ملا سعدي الموصلي *

سيد علي الحكيم *

عثمان الخطيب الموصلي *

عبد الرحمن الموصلي *

موجيللا *

احمد ابن الخلفة *

ملا فرج الشيخلي *


Creative Commons License

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-Noncommercial 3.0 Unported License.

اعداد وتحرير زياد الشالچي

بعض الحقوق محفوظة لاصحابها

Popular Posts ~ مقالات سابقة